غزة ولبنان- إبادة مستمرة وصمت دولي يهدد المنطقة بأسرها.
المؤلف: حمود أبو طالب11.12.2025

من بالغ الخطورة أن يظل العالم صامتاً، مكتوف الأيدي، إزاء ما ترتكبه إسرائيل من فظائع في غزة منذ عام كامل، وامتداداً إلى لبنان مؤخراً، في تحدٍ سافر لكل المواثيق والقوانين الدولية، والقانون الإنساني على وجه الخصوص. إنها تمارس وحشيةً غير مسبوقة على مدار الساعة، فتدمر الأرض، وتقضي على مظاهر الحياة، وتزهق الأرواح بلا رحمة، مما جعل سكان غزة يعيشون في أتون ظروف إنسانية قاسية، هي الأسوأ في تاريخهم المعاصر، وها هي الآن تسعى جاهدةً لتكرار هذا السيناريو المأساوي في لبنان.
في غزة المحاصرة، ذات الرقعة الجغرافية المحدودة، وبعد مرور عام كامل على العمليات العسكرية، لم يعد هناك أي مسوغ لاستمرار إسرائيل في ممارساتها العدوانية. فقد زعمت أنها دمرت البنية التحتية لحركة حماس، وقضت على معظم قياداتها، وحتى إن بقيت بعض جيوب المقاومة، فإن ذلك لا يبرر هذا القدر الهائل من العنف المستمر الذي يستهدف المدنيين الأبرياء، والذين تجاوز عدد ضحاياهم الأليم 43 ألف شهيد حتى الآن، وهم مدنيون عزّل لم يحملوا سلاحاً، ولا ذنب لهم فيما جرى ويجري. فإذا كان الهدف هو الانتقام من حماس، فإن ما حدث بالفعل يتجاوز كل الحدود، أما فيما يتعلق بمحاولة القضاء على فكرة المقاومة ذاتها، فذلك لن يتحقق أبداً طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي وطالما رفضت إسرائيل المبادرات الساعية إلى تحقيق السلام العادل والشامل. وبالتالي، هل ستتمادى إسرائيل في هذا المشروع الإبادى اللانهائي؟
وفي لبنان، يبدو أن الوضع يتجه نحو المزيد من التدهور والخطورة، فالأوضاع تنذر بما هو أسوأ مما هو كائن؛ إذ أن إسرائيل تشن حملة تدمير ممنهج ومنظم لقرى وبلدات بأكملها، تحت ذريعة تحييد أسلحة وكوادر حزب الله. ومع ذلك، فإنه بفضل قدراتها الاستخباراتية المتطورة، تستطيع إسرائيل تحديد المواقع الدقيقة التي توجد بها الأسلحة واستهدافها بدقة متناهية، دون الحاجة إلى تدمير المنطقة المحيطة بها بأكملها بمن فيها من مدنيين. ولم يقتصر الأمر على الشريط الحدودي أو الضاحية الجنوبية لبيروت فحسب، بل إن إسرائيل باتت تستهدف معظم المناطق اللبنانية، في وقت يعاني فيه لبنان من فراغ رئاسي حاد، وتجاذبات سياسية عميقة بين مكوناته السياسية، مما أفقده القدرة على اتخاذ القرارات السيادية والتعبير عن موقف رسمي موحد. ندرك أن لبنان يدفع ثمناً باهظاً نتيجة لمواقف ومغامرات حزب الله، والتي اتخذتها إسرائيل مبرراً لما يواجهه لبنان الآن، ولكن ذلك لا يبرر هذا المستوى المفرط من العنف والتمادي في التدمير، الذي قد يمهد الطريق أمام دخوله مرحلة حرجة ومصيرية.
إن المنطقة بأسرها تمر بمرحلة حرجة وشديدة الخطورة، ولن يقتصر تأثيرها المباشر على نطاقها الجغرافي المحدود فحسب، إذا استمر الوضع على ما هو عليه دون وضع حلول عملية وفورية لإخماد هذا الحريق المستعر، وإيجاد حلول مرحلية لتحقيق التهدئة والتوصل إلى تسويات سياسية عادلة. كما أنه من الضروري جداً تحييد رغبة أي طرف إقليمي في استغلال هذا الوضع المضطرب لممارسة الابتزاز السياسي، وفرض أجندته الخاصة مهما كان الثمن من معاناة البلدان والشعوب التي تتأثر بشكل مباشر بهذه الأوضاع المأساوية. ومع أن المؤشرات الحالية لا تبعث على التفاؤل، إلا أننا نتساءل: هل لا يزال هناك أمل في أن يستشعر المجتمع الدولي مسؤوليته التاريخية بشكل جاد وحقيقي، وأن تحدث مفاجأة إيجابية تسهم في تحقيق التهدئة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
في غزة المحاصرة، ذات الرقعة الجغرافية المحدودة، وبعد مرور عام كامل على العمليات العسكرية، لم يعد هناك أي مسوغ لاستمرار إسرائيل في ممارساتها العدوانية. فقد زعمت أنها دمرت البنية التحتية لحركة حماس، وقضت على معظم قياداتها، وحتى إن بقيت بعض جيوب المقاومة، فإن ذلك لا يبرر هذا القدر الهائل من العنف المستمر الذي يستهدف المدنيين الأبرياء، والذين تجاوز عدد ضحاياهم الأليم 43 ألف شهيد حتى الآن، وهم مدنيون عزّل لم يحملوا سلاحاً، ولا ذنب لهم فيما جرى ويجري. فإذا كان الهدف هو الانتقام من حماس، فإن ما حدث بالفعل يتجاوز كل الحدود، أما فيما يتعلق بمحاولة القضاء على فكرة المقاومة ذاتها، فذلك لن يتحقق أبداً طالما استمر الاحتلال الإسرائيلي وطالما رفضت إسرائيل المبادرات الساعية إلى تحقيق السلام العادل والشامل. وبالتالي، هل ستتمادى إسرائيل في هذا المشروع الإبادى اللانهائي؟
وفي لبنان، يبدو أن الوضع يتجه نحو المزيد من التدهور والخطورة، فالأوضاع تنذر بما هو أسوأ مما هو كائن؛ إذ أن إسرائيل تشن حملة تدمير ممنهج ومنظم لقرى وبلدات بأكملها، تحت ذريعة تحييد أسلحة وكوادر حزب الله. ومع ذلك، فإنه بفضل قدراتها الاستخباراتية المتطورة، تستطيع إسرائيل تحديد المواقع الدقيقة التي توجد بها الأسلحة واستهدافها بدقة متناهية، دون الحاجة إلى تدمير المنطقة المحيطة بها بأكملها بمن فيها من مدنيين. ولم يقتصر الأمر على الشريط الحدودي أو الضاحية الجنوبية لبيروت فحسب، بل إن إسرائيل باتت تستهدف معظم المناطق اللبنانية، في وقت يعاني فيه لبنان من فراغ رئاسي حاد، وتجاذبات سياسية عميقة بين مكوناته السياسية، مما أفقده القدرة على اتخاذ القرارات السيادية والتعبير عن موقف رسمي موحد. ندرك أن لبنان يدفع ثمناً باهظاً نتيجة لمواقف ومغامرات حزب الله، والتي اتخذتها إسرائيل مبرراً لما يواجهه لبنان الآن، ولكن ذلك لا يبرر هذا المستوى المفرط من العنف والتمادي في التدمير، الذي قد يمهد الطريق أمام دخوله مرحلة حرجة ومصيرية.
إن المنطقة بأسرها تمر بمرحلة حرجة وشديدة الخطورة، ولن يقتصر تأثيرها المباشر على نطاقها الجغرافي المحدود فحسب، إذا استمر الوضع على ما هو عليه دون وضع حلول عملية وفورية لإخماد هذا الحريق المستعر، وإيجاد حلول مرحلية لتحقيق التهدئة والتوصل إلى تسويات سياسية عادلة. كما أنه من الضروري جداً تحييد رغبة أي طرف إقليمي في استغلال هذا الوضع المضطرب لممارسة الابتزاز السياسي، وفرض أجندته الخاصة مهما كان الثمن من معاناة البلدان والشعوب التي تتأثر بشكل مباشر بهذه الأوضاع المأساوية. ومع أن المؤشرات الحالية لا تبعث على التفاؤل، إلا أننا نتساءل: هل لا يزال هناك أمل في أن يستشعر المجتمع الدولي مسؤوليته التاريخية بشكل جاد وحقيقي، وأن تحدث مفاجأة إيجابية تسهم في تحقيق التهدئة، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.
